الأحد، 18 سبتمبر 2011

أم الشهيد

منظر جانبي سيدة جليلة متشحة بالسواد تبكي في صمت تحضن جسد مدمى فيه بعض روح والكثير من الجروح .... أمي ... أحس بالظمأ أظن أنني لا أملك من الوقت الكثير فالنزف زاد وتوقف الإحساس عندي بالألم ... أمي لاتبكي أرجوكي ... أحبك ... لبيت وطني يا أمي دافعت عن إخواني ... لاتبكي .. الحمد لله لم أمت ذليلا خاضعا لم أنحني لغير ربي يا أمي ... أوصيكي يا أمي أن أدفن بجانب أبي وجدي ... رجفة وسكن جسده تساقطت دموع الأم والألم ما عاد يحتمل والقلب يخفق بقوة ... بني .. إبني .. الله أكبر يا أمير الشباب يازينة عمري وفلذة كبدي أما أبكتني شهادتك ولكن أبكاني فراقك ياروحي سأقول فيك أني فقدت بطلا شهيدا مقاتلا ما أشجعك وأنت متسلح بصوتك ومواجها جيوش الأسد غضب الله عليهم يا روحي ... أبكيك يا ولدي والروح تبكيك وليل الشام يبكيك يا ولدي أبكيك يا ولدي وتبكيك عروس لم تراها ياولدي ليلي طال ياولدي وروحي نزفت عليك دما وقلبي يعصر حزنا ياكبدي لا تذهب أموت يا ولدي أفداك بروحي يا ولدي عاهدت نفسي أن لا أبكي ويح ضعفي ما أغلاك أستغفر الله .. 
خرجت لجموع حبست دموعها لتواسي أم الشهيد ... لملمت دموعها وقالت تكبير للشهيد ... صدحت البيوت والحواري والمآذن تكبيرا للشهيد تقدم شاب في زهرة العمر قبل رأسها وقال إن إستشهد إبنك فنحن كلنا أولادك وعلى الطريق بإذن الله ... صمتت والصمت في حرم الشهيد شهادة والدمع في حرم الشهيد شهادة ... توكلوا على الله سوريا بدها حرية ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق